من أين جاءت الكلمة؟ قصة رجل أحب المعاناة!
تخيل شخصًا يكتب مذكراته السرية عن حبه للألم… هذا بالضبط ما فعله ليوبولد فون مازوخ، كاتب نمساوي عاش في القرن التاسع عشر. كانت روايته الشهيرة “فينوس في الفراء” مثل دفتر أسراره: بطلها يعشق امرأة تُذلّه وتؤلمه، لكنه يشعر بالسعادة مع كل جرح! لاحقًا، لاحظ طبيب نفسي هذا النمط الغريب في مرضى آخرين، فأسقط اسم “مازوخ” على الحالة، وصار العالم كله ينطقها: “مازوشية”.
ما معناها؟ هل هي مجرد “حب الألم”؟
قد تظنها كلمة مرادفة للجنون، لكن الأمر أعقد من ذلك! المازوشية أشبه بــ “لعبة نفسية” يمارسها الإنسان مع ذاته:
- في أبسط صورها: شخص يشعر بالراحة عندما يتألم جسديًا أو نفسيًا، كأن يطلب من شريكه ضربه خلال العلاقة الحميمة (بموافقة الطرفين!).
- في صورتها غير الجنسية: شخص يصرّ على البقاء في وظيفة تكسره، أو علاقة عاطفية سامة، وكأنه يقول: “أنا أستحق هذا الألم!”.
تخيل معي:
هل سبق أن التزمت بصداقة أو عمل ينهكك، دون أن تعرف لماذا؟ ربما كانت لحظة مازوشية صغيرة!
كيف تُقال بالإنجليزية والفرنسية؟ وما أشباهها؟
- بالإنجليزية: Masochism (مازوكيزم).
- بالفرنسية: Masochisme (مازوشيزم).
- مرادفات بسيطة: “استمتاع مُريب بالألم”، “عشق المعاناة”، أو حتى “جلد الذات” عندما يتعلق الأمر بتأنيب النفس.
لكن احذر! لها توأم شرير اسمه “السادية” (مشتقة من اسم الكاتب الفرنسي “دي ساد”)، حيث يسعد الشخص بإيذاء الآخرين. الفرق بينهما كالفرق بين من يطلب الصفع، ومن يصفع!
أين نجد المازوشية في حياتنا؟
- في العلاقات:
شخص يحب شريكًا متلاعبًا، ويقول لنفسه: “ربما يتغير إذا تحملت أكثر!”. كأنه يُغذي نارًا تأكله! - في العمل:
موظف يعمل 12 ساعة يوميًا دون شكوى، رغم معرفته أن مديره يستغله. كأنه يسير في سباق ماراثون بلا خط نهاية! - في الفن:
مثل أغنية “حبّك جرحني” أو فيلم “المسامير” الذي يظهر البطل وهو يدفع ثمن أخطاء لم يرتكبها.
لماذا يفعل الإنسان هذا بنفسه؟ أسئلة تُقلقك!
- هل المازوشية مرض؟
نعم إذا دمّرت حياته، لكنها قد تكون مجرد “لعبة عاطفية” بين بالغين! مثلاً: زوجان يتفننان في إغاظة بعضهما كجزء من الحب! - هل أنا مازوشي إذا أحببت أفلام الرعب؟
لا! المازوشية الحقيقية تشبه إدمانًا غامضًا للألم، كمن يشرب كأس سمٍّ مع علمه بأنه سيئًا للمعدة، لكنه لا يستطيع التوقف! - متى تصبح خطيرة؟
عندما تتحول إلى عادة: كأن ترفض كل فرصة للنجاح، أو تبحث عن الأشخاص المؤذين كأنهم مغناطيس!
كيف نتعامل معها؟ هل من مخرج؟
الجواب في “الحدود”:
- إذا كانت لعبة بين طرفين راضيين (كالـBDSM)، فلا مشكلة.
- أما إذا كانت سجنًا من صنعك، فربما تحتاج لمساعدة معالج نفسي، أو حتى صديق يصرخ فيك: “توقف! أنت تستحق الأفضل!”.
الخلاصة: الألم قد يكون بوابة، لكن لا تجعله بيتًا!
المازوشية كالسكين: قد تستخدمها لتقطيع الفاكهة، أو لتجرح نفسك! الفرق في “الوعي” و”الاختيار”. فلا بأس أن تستمتع بلعبة الأدوار مع شريكٍ يحترمك، لكن احذر أن تتحول إلى ضحية في فيلمك الخاص. تذكّر: حتى في الظلام، لديك دائمًا يدٌ تبحث عن مفتاح النور!
خبرني:
هل تعرف شخصًا يبدو وكأنه “مدمن” على المعاناة؟ كيف تتعامل معه؟ شاركنا رأيك!