تفسير رؤية الإبرة في المنام

الإبرة. في المنام تدل للأعزب على زوجته، وهي في منام الفقير ستر الحال وكفاية عن السؤال، فمن رأى في منامه خيطا في إبرة فإن شأنه يلتئم أو يجمع شمله بلقاء حبيب أو عزيز، ومن رأى في منامه كأن ابرته قد انكسرت فإنه يخشى على نفسه من الفرقة وربما دلت الإبرة المكسورة على خسران أو فشل وربما دلت على الضعف والوهن. 

في بعض الرؤى تدل الإبرة على المرأة كما يدل الخيط على الرجل. 

جاء في التأويل أيضا: الإبرة في المنام تدل للمتزوجة والمتزوج على الابنة الصالحة لأن الإبرة تصلح الثوب وترقعه. 

أما الذي يرى في منامه كأنه ابتلع ابرة فإنه يفشي سرا إلى شخص يؤذيه، ومن رأى في المنام كأنه يغرس إبرة في ظهر إنسان، فإنه يطعنه من خلف أو يغدر به. 

ومن رأى في منامه كأنه يخيط ثوب شخص يعرفه فإنه ينصحه أو يساعده أو يكون له وليا مرشدا، لأن “النصاح” في اللغة العربية معناه “الخياط”، والإبرة تسمى “المنصحة” والخيط هو “الناصح”. 

قال النابلسي أيضا: من رأى في منامه كأنه يخيط أو يصلح ثوب غني، فإنه يستغني. فإن كان الرائي في غربة أو فرقة ورأى كأنه يصلح ثوبا قديما، فإن شمله يلتئم مع أحبته وذويه. 

إذا كان الرائي في معصية أو ذنب، ورأى في المنام شخصا يخيط له ثوبه، فذلك في التأويل إصلاح في شأنه. والخياطة في هذا السياق تدل على التوبة والمغفرة. وقيل في هذا الصدد: (من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفأ). 

الإبرة في الواقع لا تستخدم في الخياطة فحسب، ولكنها أيضا تصنف ضمن الأدوات التي تستخدم في العمليات الجراحية، والشخص إذا ما رأى الإبرة في منامه يمكنه أن يأخذ بواحد من بين هذين المعنيين وفقا لمخرجات الحلم وأجوائه. 

ظهور الإبرة في المنام يدعو الرائي أو صاحب الحلم بأن يتوخى المزيد من الحذر في حياته، لأن حياته تلك قد لا تخلو من التعقيدات أو العراقيل التي تستوجب الإصلاح لأن الخياطة في المنام تدل على إصلاح ما تمزق سواء في العلاقات الأسرية أو الاجتماعية عموما. 

استعمال إبرة الخياطة في المنام، يدل على وجود ثغرات، يستوجب على الرائي ملؤها لسد الفجوات والتمزقات سواء كانت نفسية أو مادية. 

حلم الإبرة يتضمن رسالة واضحة من قبل العقل الباطن ألا وهي: على صاحب الحلم أن يعيد وصل وربط ما تمزق من حياته. عليه أن يعيد ترميم الأشياء من حوله، الإبرة في هذا السياق قد ترمز إلى التفكير والعمل الإيجابي. 

المدلول الثاني الذي قد يتعلق بظهور الإبرة في المنام هو الوخز والحقن. بعض الذكريات الأليمة من الماضي قد تتجلى في أحلامنا إبرا وأشواكا. 

الشخص الذي يرى ابرة الحقنة في منامه قد يكون عاش تجربة مؤلمة ولم يستطع الخروج من دائرتها، العقل الباطن يقوم باستدعاء رمز (الحقنة) في المنام لتذكير الرائي بحدث أليم ومن ثمة يدعوه إلى تجنب خوض تجربة قد تعيده إلى دائرة العذاب أو الألم. 

إذا رأى شخص في منامه كأن أحدا يقوم بوخزه بإبرة فذلك الشخص قد يتسبب له في الألم أو الأذى بمقدار الألم الذي أحس به في الحلم. 

بالعودة إلى بعض ممارسات الشعوذة، نرى أن الساحرات يقمن بوخز الدمى بالإبر لإلحاق الضرر بشخص ما وبالتالي تعتبر الإبر في المنام رمزا للأذى من طرف الحساد والحاقدين أو المبغضين. 

أما الشخص الذي يرى في منامه كأنه يبحث عن ابرة أو دبوس قد أضاعه فمعنى ذلك الحلم أن الشخص متعلق بوهم ويبحث عن حلول مستحيلة لأن الإبرة الضائعة أو المفقودة تشبه الأمل المفقود وينطبق هذا التأويل على الرائي إذا ما فارق حبيبه أو حبيبته. 

الإبرة الضائعة في الحلم قد تدل على فرصة أضاعها الرائي ثم أصبح يفتش عنها من جديد. صعوبة العثور على الإبرة في الحلم هي من صعوبة إعادة إحياء الفرص الثمينة الضائعة. 

يذهب علماء علم النفس التحليلي إلى اعتبار وخز الإبر في المنام تنبيه للرائي من مغبة الوقوع في شهوات الجسد لأن الإبرة ترمز أحيانا للرغبة الجنسية الكامنة بين اللذة والألم.